يحاول مؤلفو الدراسات التي يضمها هذا الكتاب “تفكيك الثورة” المصرية والثورات العربية بحثا عن أسبابها ومعانيها الكبرى. فما هي علاقة الانتفاضات الهائلة التي هزت المنطقة العربية قبل حوالي سبع سنوات بالنيو ليبرالية. وخصوصية الرأسمالية في منطقتنا، وتكوين الدولة في منطقتنا العربية والطبقات المختلفة في مجتمعاتنا؟ وكيف نفهم مالات تلك الثورات؟ وهل تمثل الهزائم التي منيت بها نهاية لمرحلة ثورية؟ أم أن ما شهدناه مجرد مقدمة لعصر ثورة عربي وشرق أوسطي طويل؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يطرحها جلبير الأشقر ولوسي ريزوفا ووالتر أرمبرست من منطلقات تحررية يسارية وعلى خلفية خبرات نظرية وأكاديمية تتراوح بين الاقتصاد السياسي والأنثروبولوجيا والتاريخ. ولئن كانت هذه الدراسات تبدأ من الفحص الأكاديمي الرصين لطبيعة ما حدث وما يحدث. فإنها جميعا، على الجانب الأخر. مهمومة بسؤال المستقبل ومسألة التغيير.

إذ تشير كل واحدة منها بطريقة أو بأخرى. إلى توقعاتها حول مستقبل التغيير في بلادنا. بين متفائل يقول بأننا على طريق تغيير جذري طويل. ومتشائم يرى أن عصر الثورات المتطلعة المستقبل والساعية إلى تغيير جماعي قد ولى. وفي كل الأحوال. فإن الهدف من نشر هذه الدراسات هو فتح باب النقاش حول مرحلة تعد ربما هي الأهم في تاريخ العرب الحديث. وذلك بحثا عن مفاتيح لمستقبل حر وعادل وعدتنا به الثورات العربية. ولا زلنا نتمسك به.